سورة فاطر ٣٥: ٣٨
{إِنَّ اللَّهَ عَالِمُ غَيْبِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ}:
{إِنَّ اللَّهَ}: إن للتوكيد.
{عَالِمُ غَيْبِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}: عالم تدل على أنّ علمه صفة ثابتة لذاته بينما إنّ الله يعلم غيب السّموات والأرض، يعلم يدل على أنّ علمه يتجدَّد ويتكرَّر، أيْ: مستمر، فهو سبحانه عالم ويعلم.
غيب هو كلّ ما غاب: الغيب ما غاب في السّموات والأرض عن عيون البشر وحواسهم والغيب مصدر غاب يغيب إذا لم يظهر لعيون البشر وحواسهم، وكل ما أُخبر به الرّسول -صلى الله عليه وسلم- عن طريق الوحي مثل الجنة والنّار والصّراط والميزان وأشراط السّاعة, وإذا قارنا هذه الآية مع الآية (٧٨) في سورة التوبة, وهي قوله تعالى: {عَلَّامُ الْغُيُوبِ} علام: صيغة مبالغة من فعل علم على وزن فعال, والتدرج يكون من عالم, عليم, علام, فهو علام الغيوب؛ لأنه سبحانه خالقها فلا يعلمها إلا هو, وهو كذلك عالم الغيب والشهادة. ارجع إلى سورة التوبة الآية (١٠٥) لمزيد من البيان.
{إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ}: ارجع إلى الآية (١١٩) من سورة آل عمران للبيان.
فالله سبحانه يعلم كلّ ما غاب في السّموات والأرض عن أعين النّاس ويعلم ما في ذوات الصّدور من المعتقدات والأحاسيس والخواطر الّتي تعيش في قلب الإنسان أو الملازمة لصدره ويعلم سبحانه لو ردهم إلى الدّنيا مرة أخرى لعادوا لما نهوا عنه، كما قال تعالى: {وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ} الأنعام: ٢٨.