سورة فاطر ٣٥: ٣٩
{هُوَ الَّذِى جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ فِى الْأَرْضِ فَمَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَلَا يَزِيدُ الْكَافِرِينَ كُفْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِلَّا مَقْتًا وَلَا يَزِيدُ الْكَافِرِينَ كُفْرُهُمْ إِلَّا خَسَارًا}:
{هُوَ}: ضمير فصل يعود على الله عالم غيب السّموات والأرض.
{الَّذِى}: يفيد التّعظيم.
{جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ فِى الْأَرْضِ}: خلائف: جمع خليفة، وقيل خلائف جمع خلف، وكذلك: خلفاء: جمع خليفة أو خليف، والخليفة أصله خليف (بغير هاء)؛ لأنّه بمعنى الفاعل دخلته الهاء خليفة للمبالغة ليكون وصفاً لرجل بذاته.
وتعريف الخليفة: كلٌّ يخلفُ الآخر بالزّمان والمكان.
وخلائف في الأرض: مطلقة تشمل كلّ البشر كلّ فرد يخلف الآخر أو خلائف قد تعني الأمم في الأرض. ارجع إلى سورة الأنعام آية (١٦٥) للبيان ومعرفة الفرق بين خلائف في الأرض، وخلفاء الأرض.
ثم بيَّن عاقبة من يكفر بالنّعمة ويسترها أو يكفر بالمنعم ولا يؤدِّي حق الله تعالى.
{فَمَنْ كَفَرَ}: الفاء استئنافية، من شرطية، كفر بالله وكتبه ورسله واليوم الآخر.
{فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ}: أيْ: عاقبة أو وبال أو جزاء كفره راجعٌ عليه وحده.
{وَلَا يَزِيدُ الْكَافِرِينَ كُفْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِلَّا مَقْتًا}: أيْ: من استمر على كفره وازداد في كفره، استحق مقت الله والمقت هو أشد البغض والكراهية.
{وَلَا يَزِيدُ الْكَافِرِينَ كُفْرُهُمْ إِلَّا خَسَارًا}: وتكرار ولا يزيد الكافرين لتدل على التّوكيد.
إلا: أداة حصراً وقصراً.
خساراً: هلاك في الدنيا والآخرة بالإضافة إلى المقت في الدّنيا والآخرة إلا إذا تابوا وأنابوا إلى ربهم.