سورة يس ٣٦: ١٠
{وَسَوَاءٌ عَلَيْهِمْ ءَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ}:
{وَسَوَاءٌ عَلَيْهِمْ}: أي استوى عندهم، والاستواء من: السّي وهو المثل كأن بعضه سي بعض؛ أي: مثله، ونقيضه التّفاوت؛ ارجع إلى سورة البقرة آية (٦) لمقارنة وسواء عليهم، سواء عليهم. وفي هذه الآية قال تعالى: {وَسَوَاءٌ عَلَيْهِمْ}: أضاف الواو إلى سواء، بينما في سورة البقرة آية (٦) قال تعالى: {سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ} بدون الواو، وذلك لأن آية ياسين آية مستقلة عن الآية التي سبقتها، وهي معطوفة على ما قبلها بالواو، وآية البقرة هي خبر (إن) لقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ ءَأَنذَرْتَهُمْ}.
{ءَأَنذَرْتَهُمْ}: الهمزة همزة التّسوية، والإنذار هو الإعلام المصحوب بالتّحذير والتّخويف.
{أَمْ}: المتصلة للإضراب الانتقالي، تفيد الاستفهام المصحوب بالإنكار والتّوبيخ.
{لَمْ}: حرف نفي يفيد استمرار النّفي؛ يعني: لن يؤمنوا وسيستمرون على عدم الإيمان.
{تُنذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ}: أي إنذارك لهم أو عدمه سيان عندهم؛ لأنّهم اختاروا الكفر على الإيمان وأصروا عليه، فطبع على قلوبهم فهم لا يؤمنون.
{لَا}: النّافية تنفي كلّ الأزمنة.
{يُؤْمِنُونَ}: لا يصدقون بالله تعالى وبما أنزل ولا برسوله -صلى الله عليه وسلم-، لا يؤمنون: تدل على التّجدد والاستمرار.
ورغم ذلك فإنذارك لهم لإقامة الحجة عليهم، وإنذارك ينتفع منه من اتبع الذّكر وخشي الرّحمن بالغيب.