سورة يس ٣٦: ٧٠
{لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ}:
{لِيُنْذِرَ}: اللام للتوكيد، ينذر: من الإنذار وهو الإعلام (التّبليغ) مع التّحذير والتّخويف، لينذر هذا الذّكر أو القرآن.
{مَنْ}: ابتدائية استغراقية بمعنى الّذي، ومن: تشمل المفرد، والجمع، وللعاقل.
{كَانَ حَيًّا}: حياً: مؤمناً؛ لأنّ الإيمان حياة والكفر موت؛ لقوله تعالى: {إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ} الأنعام: ٣٦، {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ} الأنفال: ٢٤، وكما قال تعالى: {إِنَّمَا تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِىَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ} يس: ١١، وكما قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ ءَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ} البقرة: ٦، لينذر من كان حياً؛ أي: من كان عاقلاً، وقد تعني: كلّ من هو حي فيه روح من إنس وجان (المؤمن والكافر والعاصي والطّائع).
{وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ}: يحق: يوجب، والقول يعني: العذاب أو الحُجة؛ أي: يوجب الحجة أو العذاب على الكافرين.
ولو جمعنا آيات الإنذار في هذه السّورة نجدها عدة منها:
{لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أُنْذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ} الآية: ٦.
{وَسَوَاءٌ عَلَيْهِمْ ءَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ} الآية: ١٠.
{إِنَّمَا تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِىَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ} الآية: ١١.
{إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ} الآية: ٧٠.