سورة الزمر ٣٩: ٥
{خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ الَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى الَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِى لِأَجَلٍ مُسَمًّى أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ}:
{خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ}: الحق الشّيء الثّابت الّذي لا يتغيَّر فالسّموات والأرض ثابتة لا تتغير في تركيبها وبعدها ومدارها ودورانها. ارجع إلى سورة إبراهيم آية (١٨) للبيان، وارجع إلى سورة الأنبياء آية (٣٠)، وسورة فصلت آية (٩-١٢)، وسورة الأعراف آية (٥٤) لبيان كيفية كان الخلق.
{يُكَوِّرُ الَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى الَّيْلِ}: وهذه الآية تشير أنّ الأرض كروية الشّكل وتدور حول نفسها وحول الشّمس فالنصف المقابل للشّمس يضيء بسبب الطّبقة الغازية المحيطة بالأرض والّتي تضيء بحزمة من أشعة الشّمس فتسبب النّهار، وتكون طبقة الضّياء مكورة لطبقة الظّلام بينما النّصف غير مقابل للشّمس تكون فيه طبقة الظّلام مكورة طبقة النّهار غير المضيئة بأشعة الشّمس (فيكون الليل سائد في ذلك النّصف من الكرة الأرضية).
{وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِى لِأَجَلٍ مُسَمًّى}: ارجع إلى سورة فاطر آية (١٣) للبيان وسورة الأعراف آية (٥٤) وسورة يونس آية (٥).
{أَلَا هُوَ}: أداة تنبيه وافتتاح.
{الْعَزِيزُ}: ارجع إلى الآية (٦٦) من سورة (ص) للبيان.
{الْغَفَّارُ}: ارجع إلى الآية (٦٦) من سورة (ص) للبيان.
وقوله تعالى: {كُلٌّ يَجْرِى لِأَجَلٍ مُسَمًّى} إشارة إلى حتمية فناء الكون ونهاية الشّمس والقمر، وكل مخلوق له أجل مسمّىً، ومنها الجمادات والنّباتات فكل مخلوق له بداية ونهاية.
سورة الزّمر الآيات ٦ - ١٠