سورة الزمر ٣٩: ٣٥
{لِيُكَفِّرَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِى عَمِلُوا وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ الَّذِى كَانُوا يَعْمَلُونَ}:
{لِيُكَفِّرَ اللَّهُ}: اللام لام التّعليل، يكفر: الكفر هو السّتر ويعني يمحو الله عنهم أسوأ الّذي عملوا.
{عَنْهُمْ}: تعود على المتقين.
{أَسْوَأَ الَّذِى عَمِلُوا}: أي: الكبائر (السّيئات هي الصّغائر) وهذه بشرى من الله تعالى، أيْ: يغفر الذنوب جميعاً، وهذا من فضل الله تعالى وسعة رحمته.
وهناك أعظم درجة من ذلك، وهي أن يبدل الله سبحانه سيئاتهم حسنات، كما قال تعالى: {إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّـئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} الفرقان: ٧٠.
{وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ الَّذِى كَانُوا يَعْمَلُونَ}: ويجزيهم أجرهم: الأجر مقابل العمل، بأحسن: الباء للإلصاق على وزن أفعل التّفضيل.
الّذي: اسم موصول معرفة ويعني: الإيمان والتّصديق ويعني: ذلك الجزاء جزاء خاص بهم وحدهم.
كانوا يعملون: في الحياة الدّنيا من الأعمال الصّالحة.
يعملون تضم الأقوال والأفعال.
فآية الزّمر هذه وآية العنكبوت (٧) جاءتا بقوله: {بِأَحْسَنِ الَّذِى كَانُوا يَعْمَلُونَ} أيْ: جزاء خاص بهم وحدهم.
أما آية النّحل آية (٩٧) فجاءت بقوله تعالى: {بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}.
ما: عامة ونكرة فالجزاء في آية النّحل جزاء عام لكلّ مؤمن ومؤمنة كقوله تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى}. ارجع إلى سورة النّحل آية (٩٧) للبيان، ومعرفة الفرق بين الآيتين.