سورة الزمر ٣٩: ٣٦
{أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ}:
{أَلَيْسَ}: الهمزة همزة استفهام وتقرير وتثبيت والجواب بلى.
{اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ}: الباء في بكاف للتوكيد، عبده: محمّد -صلى الله عليه وسلم- أو أي عبد من عباده، بكاف عبده شر من عاداه من الكافرين والّذين حاولوا قتله أو إخراجه أو تثبيته.
وكاف عبده بالرّزق والإنعام عليه بالعافية وما يحتاجه في دنياه.
كما قال تعالى: {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} الأنفال: ٣٠.
{وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ}: إضافة النّون في يخوفونك بدلاً من يخوفوك تدل على التّوكيد ويخوفونك جهلاً وضلالاً.
بالّذين من دونه: أيْ: بالآلهة والأوثان والأصنام، من دونه: من غير الله فلا تخف فإنّ الله ناصرك وعاصمك من النّاس وتخويفهم هو عبثاً وباطلاً والتّخويف بإصابتك بالضّر أو المكروه.
{وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ}: من شرطية.
يضلل الله: الله سبحانه لا يُضل أحداً أبداً أيْ: من يُضلل ويختار لنفسه طريق الضّلال والفساد ويصر على ذلك بسبب فسقه وظلمه، ويبتعد بعيداً عن دينه، فما له من هاد يهديه.
فما له من هاد: الفاء للتوكيد، ما النّافية، له: اللام للاختصاص، من: استغراقية، هاد: يهديه أو يعيده إلى الطّريق الحق والهداية والرّشاد، إلا الله وحده.