سورة البقرة ٢: ٣١
{وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِـئُونِى بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ}:
{وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا}: وهل علمه كل الأسماء، منذ تلك الساعة إلى قيام الساعة.
{كُلَّهَا}: تفيد التّوكيد.
وما هذه الأسماء، التي علمها الله تعالى لآدم، وبأي لغة تعلم آدم.
وكيفية التعليم، أو آلية التعليم، وكيف استغرق الزمن… الله أعلم.
{ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ}: ثم لتباين الدرجة بين التعليم والعرض…
{عَرَضَهُمْ}: أي: عرض مسميات الأسماء على الملائكة.
ولم يقل: عرضها؛ لأنها؛ أي: الأسماء تحوي العاقل، وغير العاقل، والتغليب، يبدو هنا للعاقل، أو التغليب، يكون للعاقل عند الإطلاق، فقال عرضهم.
{فَقَالَ}: الفاء؛ للتعقيب، والمباشرة.
{أَنبِـئُونِى بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ}: {أَنبِـئُونِى}: أخبروني. {بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ}: هؤلاء؛ أصلها أولاء، ودخلت عليها هاء التنبيه، فأصبحت هؤلاء، وتشمل العاقل، وغير العاقل، {بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ}: تعني: مسميات الأسماء.
{إِنْ}: إن شرطية، تفيد الاحتمال، جوابها محذوف؛ للتعظيم.
{كُنتُمْ صَادِقِينَ}: كيف يقول للملائكة: {إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ}، وهل تكذب الملائكة، اعلم أنّ في مقابل كل صدق هناك كذب، وحاشا لله الملائكة أن تكذب، لكن هناك صدق يقابله خطأ، فهم لم يكذبوا، ولكن أخطؤوا في قولهم: {أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ}، أو حين قالوا؛ كما روى ابن عبّاس -رضي الله عنهما- : لن يخلق الله خلقاً، أكرم عليه منا، فنحن أحق بالخلافة في الأرض، كما ورد في تفسير ابن كثير (١/ ١٧)، والطبري (١/ ١٧٧).