سورة غافر ٤٠: ٧٧
{فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِى نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ}:
{فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ}: ارجع إلى الآية (٥٥) من السّورة نفسها وهي قوله: {فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ}، والآية (٤٦) من سورة يونس وهي قوله: {وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِى نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ}.
{فَاصْبِرْ إِنَّ}: فاصبر: الفاء للتوكيد، اصبر: حث على الصّبر، والصّبر في هذه الآية على أذى المشركين، والدّعوة وإظهار الدّين والغلبة على الكافرين والمشركين.
وأما الصّبر في الآية (٥٥) على طاعة الله واجتناب نواهيه والصّلاة والتّسبيح وعلى ما أصابك.
أو الآية (٧٧) توكيد للآية (٥٥) على الصّبر بكل أنواعه، والخطاب موجّهٌ إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والمقصود به أيضاً أمته.
{إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ}: ثابت وقادم لا محالة، بالنّصر والغلبة لله ولرسوله ولدينه وللمؤمنين.
{فَإِمَّا}: حرف تفصيل وتوكيد، ومركبة من إن الشّرطية مدغمة بـ ما للتوكيد، وجواب الشّرط محذوف.
{نُرِيَنَّكَ}: النّون في (نرينّك) للتوكيد أيضاً، نرينّك يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وأنت حي؛ أي: في حياتك.
{بَعْضَ الَّذِى نَعِدُهُمْ}: قسم أو جزء من الّذي نعدهم؛ أي: من العذاب في الدّنيا بالقتل والهزيمة والخسارة والفقر والتّشريد والعذاب.
{أَوْ}: للتقسيم والتّخيير.
{نَتَوَفَّيَنَّكَ}: النّون في (نتوفينك) للتوكيد، والخطاب موجّه إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، نتوفينك قبل أن نرينك عذابهم في الدّنيا.
{فَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ}: أي يوم القيامة، الفاء للتوكيد، (إلينا) تقديمها يدل على الحصر؛ أي: إلينا وحدنا يُرجعون: بضم الياء، أي قسراً وبدون إرادتهم، يرجعون للحساب أو للثواب أو للعقاب، ولو قال يَرجعون بفتح الياء هذا الرّجوع يكون بإرادتهم وليس قسراً.