سورة فصلت ٤١: ١٤
{إِذْ جَاءَتْهُمُ الرُّسُلُ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ قَالُوا لَوْ شَاءَ رَبُّنَا لَأَنْزَلَ مَلَائِكَةً فَإِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ كَافِرُونَ}:
{إِذْ}: ظرف زمان للماضي.
{جَاءَتْهُمُ الرُّسُلُ}: هود وصالح والرسول يمثل الرسل كقوله: كذبت عاد المرسلين، أيْ: هود. فأما هود عليه السلام فأرسل إلى عاد، وأما صالح عليه السلام فأرسل إلى ثمود.
{مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ}: من تدل على القرب، أيْ: من دون فاصل زمني.
أيديهم: أيْ: جاءت آباءَهم ومن كان قبلهم.
{وَمِنْ خَلْفِهِمْ}: أيْ: مباشرة جاءت من خلف الآباء، أيْ: جاءت الأبناء، أيْ: أنفسهم أو جاءتهم الرسل يدعونهم مباشرة إلى الإيمان والتوحيد جاؤوهم من أمامهم ومن خلفهم قائلين لهم.
{أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ}: أيْ: ألحوا عليهم بالدعوة في كل مكان، ليلاً ونهاراً.
{أَلَّا}: أن لا، أن: مصدرية تفيد التعليل والتوكيد، لا: ناهية.
تعبدوا إلا: أداة حصر. العبادة: لتعريفها، ارجع إلى سورة النحل آية (٧٣).
{قَالُوا}: أيْ: قوم هود وقوم صالح.
{لَوْ شَاءَ رَبُّنَا}: لو: شرطية، ربنا: أيْ: خالقنا ومتولي أمورنا، ولم يقولوا: لو شاء الله؛ لأن الله هو المعبود، ويأتي ذكره في سياق العبادة، واختار اسم الرب؛ لأن الرب هو الهادي (بيده الهداية) والمربي.
{لَأَنْزَلَ مَلَائِكَةً}: لأنزل: اللام: للتوكيد؛ أنزل ملائكة بدلاً من الرسل، أيْ: ما أنتم إلا بشر مثلنا، وتأكلون مما نأكل وتشربون مما نشرب.
{فَإِنَّا}: الفاء للتوكيد، إنا: للتوكيد.
{بِمَا}: الباء للإلصاق، ما: الذي، أرسلتم به: من الإيمان بالله وحده والبعث والحساب والاستغفار والتوبة.
{كَافِرُونَ}: جاحدون أو غير مصدِّقين. كافرون: جملة اسمية تدل على الثبوت والإصرار عليه وعدم التفكير بالتوبة.