سورة فصلت ٤١: ١٥
{فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِى الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِى خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ}:
{فَأَمَّا}: الفاء استئنافية، أما: حرف تفصيل.
{عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِى الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ}: أيْ: أظهروا تكبرهم وعظم شأنهم فوق ما يستحقون، استكبروا: طلبوا الكبر وهم ليسوا أهلاً له؛ استكبروا: بالغوا في الكبر، أو عندهم مقوِّمات الكبر الحقيقية. ارجع إلى سورة البقرة آية (٨٧) لمزيد من البيان، والفرق بين الاستكبار والتكبر.
{بِغَيْرِ الْحَقِّ}: بالباطل والعدوان والفساد والظلم والقتل وغيره.
أما الاستكبار في الأرض بالحق: فعندما يتكبَّر على عدو الله الذي يستهزئ بما أنزل الله أو بالآيات والقرآن وبالرسول، فهذا استكبار بالحق.
{وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً}: من: استفهامية، أشد منا قوة: تقديم منا الجار والمجرور لتدل على التوكيد. أيْ: لا أحد أقوى منا قوة.
وكانوا ذوي قوة وصلابة في البنية وذوي أجسام قوية فاغتروا بما بنوه من المصانع والجنات وبأجسامهم وقوتهم حين هدَّدهم هود عليه السلام بالعذاب.
{أَوَلَمْ يَرَوْا}: الهمزة في أولم للاستفهام، والواو للتوكيد.
{أَنَّ اللَّهَ}: أن للتعليل والتوكيد.
{الَّذِى خَلَقَهُمْ}: اسم موصول يفيد التعظيم.
{هُوَ}: تفيد التوكيد.
{أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً}: عدَّة وعتاد وجنود السموات والأرض.
{وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ}: بآيات الله التي جاء بها هود عليه السلام يجحدون والجحد: هو إنكار الشيء الظاهر من الآيات، والجحد هو إنكار متعمَّد. ارجع إلى سورة النمل آية (١٤) لمزيد من البيان.
ولم يقل جحدوا: لأنه يريد أن يأتي بصيغة المضارع ليدل على حكاية الحال، أيْ: إظهار فعل جحدهم الآن ليدل على قبح فعلهم وإنكارهم.