سورة الشورى ٤٢: ٥
{تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنَّ وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِى الْأَرْضِ أَلَا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}:
{تَكَادُ}: من أفعال المقاربة.
{السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ}: يتشققنّ أو يتصدعن:
١ - من عظمة وهيبة الله مالكهن ومدبرهن.
٢ - أو من قول المشركين: اتخذ الله ولداً.
٣ - أو لكثرة ما عليهن من الملائكة كما ورد في حديث أبي ذر، والذي رواه الترمذي قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «أطَّت السّماء وحق لها أن تئط من ما فيها موضع أربع أصابع إلا وملك واضع جبهته ساجداً لله تعالى»، والمعنى: أطبقت السماء عن عظمة رب العالمين، أو ثقلت السماء من كثرة الملائكة.
{مِنْ فَوْقِهِنَّ}: من للابتداء، فوقهن: أي كلّ سماء تنفطر فوق الّتي تليها، أي يبدأ الانفطار في السّماء السّابعة فالسّادسة فالخامسة وهكذا، أو يتفطرن من فوقهن (أي الأرضين).
{وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ}: يسبحون بحمد ربهم: ينزهون الله تعالى من كلّ عيب ونقص وشريك وولد، التّنزيه: هو الثّناء، يسبحون بشكل مستمر متواصل بلا انقطاع، والحمد لله هو الشّكر. ارجع إلى الآية (٢) من سورة الفاتحة لبيان معنى الحمد، وسورة الإسراء آية (١)، والحديد آية (١) لبيان معنى يسبحون.
{وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِى الْأَرْضِ}: أي لعامة المسلمين، وغيرهم من أهل التّوحيد ولمن آمن بالله رباً وإلهاً، واللام في لمن: لام الاختصاص، ومن: بعضية بعض من في الأرض وهم المسلمون بالله رباً وإلهاً ولا يستغفرون للمشركين والكافرين.
{أَلَا}: أداة تنبيه واستفتاح.
{إِنَّ اللَّهَ}: تفيد التّوكيد.
{هُوَ}: ضمير فصل يفيد التّوكيد والحصر.
{الْغَفُورُ}: صيغة مبالغة على وزن فعول، من: غفر؛ أي كثير الغفر وهو السّتر؛ أي يستر الذّنوب ويمحوها ويعفو عنها، ومهما عمل المكلفون من أعمال صالحة يبقون مقصرين فهم بحاجة إلى مغفرة ورحمة. وغفور للذنوب الكبيرة إذا تاب العبد وأناب إلى ربه وغفار للذنوب الكثيرة.
{الرَّحِيمُ}: صيغة مبالغة على وزن فعيل، أي كثير الرّحمة لعباده المؤمنين. ارجع إلى سورة الفاتحة آية (٢) لمزيد من البيان.
ولمقارنة هذه الآية (٥) من سورة الشّورى وهي قوله: {وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِى الْأَرْضِ} والآية (٧) من سورة غافر وهي قوله: {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا}، ارجع إلى سورة غافر الآية (٧) للبيان والمقارنة.