سورة الزخرف ٤٣: ١٣
{لِتَسْتَوُا عَلَى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُوا سُبْحَانَ الَّذِى سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ}:
{لِتَسْتَوُا عَلَى ظُهُورِهِ}: اللام للتعليل والاختصاص، الاستواء: يعني الاستقرار من استوى: استقر وقعد على كرسيه أو مقعده في السّيارة أو الطّائرة أو المركبة أو السّفينة، على ظهوره ولم يقل: على ظهورها.
{عَلَى ظُهُورِهِ}: التّذكير يفيد القلة فالأنعام الّتي تركب (أي: الإبل) قلة بالنّسبة لعدد الأنعام جميعاً الغنم والبقر والماعز (هذا في القديم) وعلى الاستعلاء الحقيقي أو المجازي والاستقرار، يعني: أيضاً التّمكن من القيادة قيادة السّيارة أو الطّائرة أو المركبة.
{ثُمَّ}: لا تعني هنا التّراخي من الزّمن، وإنما تعني التّباين بين الاستواء وذكر الله والدّعاء دعاء السّفر والتّسمية الّذي هو أهم من الاستواء، أيْ: تقولوا بسم الله مثلاً سبحان الّذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين عند الرّكوب والاستواء، أو عند الإقلاع.
{تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ}: نعمة التّسخير والاستواء.
{إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ}: إذا ظرفية تفيد الحتمية، استويتم عليه: إعادة ذكر الاستواء مرة ثانية تفيد التّوكيد.
{وَتَقُولُوا سُبْحَانَ}: أي: تنزهوا الله بالتسبيح والقول سبحان الله عن كل ما لا يليق به من نقص أو عيب في ذاته وصفاته وأفعاله وبديع صنعه وخلقه. ارجع إلى سورة الإسراء آية (١) والحديد آية (١) لمزيد من البيان.
{الَّذِى}: للتعظيم.
{سَخَّرَ لَنَا هَذَا}: ذلل لنا هذا المركب الصّعب أو الدابة أو الطّائرة أو المركبة.
{وَمَا كُنَّا}: الواو واو الحالية تفيد التّوكيد، ما: النّافية.
{لَهُ}: تقديم الجار والمجرور يفيد الحصر والتّوكيد.
{وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ}: أيْ: ما كنا بقوتنا وطاقتنا قادرين على توجيهه والتّحكم به حيث نريد والسّيطرة عليه كي نقوده، أو نستوي عليه إلا بتسخير الله لنا هذه المراكب.
من أقرن الشّيء: أطاقه وقوي عليه وفلان قرن لقرن: إذا كان مثله في الشّدة والقوة.