سورة الأحقاف ٤٦: ١٧
{وَالَّذِى قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمَا أَتَعِدَانِنِى أَنْ أُخْرَجَ وَقَدْ خَلَتِ الْقُرُونُ مِنْ قَبْلِى وَهُمَا يَسْتَغِيثَانِ اللَّهَ وَيْلَكَ آمِنْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَيَقُولُ مَا هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ}:
سبب النّزول: ذكر في بعض كتب التّفسير أنّها نزلت في عبد الرّحمن بن أبي بكر، ولكن عائشة رضي الله عنها نفت ذلك، وقالت: إنّها نزلت في رجل آخر، ولنعلم أنّ عبد الرّحمن بن أبي بكر أسلم وحسن إسلامه، والمهم هو عموم اللفظ وليس بخصوص السّبب، فهي تمثل العاق لوالديه، والمكذب بالبعث.
{وَالَّذِى}: اسم موصول يفيد الذّم في هذه الآية.
{قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمَا}: ارجع إلى الآية (١٥) من نفس السورة. أفٍ: فعل مضارع بمعنى التّضجر، أيْ: لا أطيق ما تقولانه لي، أو يكفي ما تقولانه.
{أَتَعِدَانِنِى}: أني سأبعث من جديد، وأخرج من قبري بعد أن مضت القرون (الأجيال) من قبلي، ولم يخرج من قبره أحدٌ ممن مات.
والقرن: الجماعة من النّاس الّذين يعيشون في زمن واحد (قرن)، والقرن: يقارب (١٠٠) عام، الهمزة في أتعدانني للاستفهام والاستنكار.
{أَنْ أُخْرَجَ}: أن للتعليل والتّوكيد، أخرج من القبر.
{وَهُمَا}: تعود على والديه.
{يَسْتَغِيثَانِ اللَّهَ وَيْلَكَ آمِنْ}: يطلبان من الله أن يوفقه للإيمان ويرده إلى سبيل الهدى والرّشاد، ويقولان له ويلك: يا هلاكك إن لم تؤمن بالله وبالبعث وبما أنزل والويل دعاء بالهلاك والثّبور.
{إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ}: إنّ للتوكيد، وعد الله بالبعث والرّجوع إليه والحساب والجزاء حق، أيْ: أمر ثابت لا يتغيَّر ولا يتبدَّل.
{فَيَقُولُ مَا هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ}: فيقول الولد مكذباً بالبعث، ما: النّافية، هذا: الهاء للتنبيه، وذا اسم إشارة يفيد القرب، ويشير إلى الوعد والخروج من القبر، إلا: أداة حصر، أساطير الأولين: أكاذيب الأقدمين الّتي سطروها في كتبهم أو أباطيل الأولين، أساطير: جمع أسطورة: وتعني حكاية أو قصة قديمة.