سورة الأحقاف ٤٦: ٢١
{وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنِّى أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ}:
المناسبة: بعد ذكر الّذين كفروا من قريش وكيف يستكبرون في الأرض بغير الحق ويفسقون، يذكر قصة قوم عاد الّذين كانوا أكثر أموالاً وقوة من مشركي قريش أهلكهم الله سبحانه بسبب كفرهم.
{وَاذْكُرْ}: إذ أو اذكر حين.
{أَخَا عَادٍ}: هو هود -عليه السلام- أخو عاد أخوهم في النّسب، لا في الدِّين، أيْ: من قبيلتهم.
{إِذْ}: ظرف للزمن الماضي.
{أَنْذَرَ}: من الإنذار وهو الإعلام مع التّحذير والتّخويف أنذرهم ألا يعبدوا إلا الله.
{بِالْأَحْقَافِ}: جمع حقف وهو الهضبة من الرّمل العظيم المستطيل المرتفع المعوج مع الانحناء، والأحقاف في شمال حضرموت في شمالها المسمى الرّبع الخالي، وفي شرقها عُمان، وهي الآن عبارة عن تلال من الرّمال الخالية.
{وَقَدْ}: الواو حالية، قد للتحقيق والتّوكيد.
{خَلَتِ النُّذُرُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ}: خلت: مضت، النّذر: جمع نذير وهم الرّسل، من بين يديه: من قبل مجيء هود ومن بعده، الكلّ فعلوا ذلك، أيْ: أنذروا أقوامهم كما أنذر هود قومه عاد بأن لا يشركوا بالله شيئاً، هناك من قال أنّ هذه جملة اعتراضية وأصل الآية: أنذر قومه بالأحقاف ألا تعبدوا إلا الله إنّي أخاف عليكم عذاب يوم عظيم.
{أَلَّا}: أصلها أن لا: أن تعليلية، لا النّاهية
{تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ}: إلا أداة حصر، أيْ: لا تعبدوا إلا الله وحده، والعبادة هي طاعة المعبود فيما أمر به أو نهى عنه ولها أجر ومنهج وثواب. ارجع إلى سورة النحل آية (٧٣) لبيان معنى العبادة.
{إِنِّى أَخَافُ عَلَيْكُمْ}: إن عبدتم غير الله أن يحل عليكم أو ينزل بكم.
{عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ}: بسبب شرككم، عذاب عظيم لا ينجو منه أحد، وهو يوم القيامة ونكرَّه للتهويل والتّعظيم. وعظيم قد تكون صفة أو نعت للعذاب نفسه أو لليوم يوم عظيم يوم القيامة.