سورة الأحقاف ٤٦: ٣٠
{قَالُوا يَاقَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِى إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُّسْتَقِيمٍ}:
{قَالُوا يَاقَوْمَنَا}: ياء النّداء فيها معنى الحنان واللطف إلى قومهم.
{إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا}: إنا للتوكيد، وبالجمع سمعنا كتاباً: أيْ: قرآناً كتاباً.
{أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى}: أيْ: هم لا يعرفون إلا كتاب موسى -عليه السلام- أو هم على دين اليهودية، والله أعلم. والسؤال: ماذا عن الإنجيل الذي أنزل من بعد موسى؟ قيل: هؤلاء من الجن الذين لا يؤمنون أو يعترفون بالإنجيل أو بعيسى -عليه السلام- ، وربما هناك من الجن من يؤمن بالإنجيل وعيسى لم يكونوا من بين هؤلاء، والله أعلم.
{أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى}: على محمّد -صلى الله عليه وسلم-.
{مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ}: أيْ: موافقاً لما تقدِّمه من الكتب السّماوية التّوراة والإنجيل.
{يَهْدِى إِلَى الْحَقِّ}: أي: الإسلام أو العقائد الصّحيحة والحق هو الشّيء الثّابت الّذي لا يتغيَّر ولا يتبدَّل. وفي سورة الجن آية (٢) قال تعالى: {يَهْدِى إِلَى الرُّشْدِ}، ما هو الفرق بين يهدي إلى الحق، ويهدي إلى الرشد؟
الحق: أعم من الرشد، والرشد من الحق، والحق: يوصف به العاقل وغير العاقل مثل الجنة حق، القتل بحق، أما الرشد: فهو خاص بالعاقل فقط.
{وَإِلَى طَرِيقٍ مُّسْتَقِيمٍ}: ولم يقل إلى صراط مستقيم؛ الطريق: هو السبيل الذي يسار عليه ليس بالواسع أو السهل؛ أما الصراط: الطريق الواسع السهل الذي يوصل إلى الغاية بأقل زمن ومسافة؛ والمستقيم: الذي لا اعوجاج فيه.