سورة الحجرات ٤٩: ١٣
{يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}:
نداء عام إلى النّاس كافة استعمل فيها ياء النداء، والهاء للتنبيه، وكلمة (الناس) مشتقة من النّوس؛ أي: كثرة الحركة.
{إِنَّا}: للتعظيم.
{خَلَقْنَاكُم مِنْ}: ابتدائية استغراقية.
{مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى}: أي من آدم وحواء، أو خلقنا كل واحد منكم من أب وأم ليبقى الله سبحانه متفرداً بالوحدانية، فالكل سواء في الأصل (في الخلق) فلا داعي للتفاخر بالأنساب والألقاب، أو العِرق أو اللون.
{وَجَعَلْنَاكُمْ}: الجعل يتمّ بعد الخلق.
{شُعُوبًا}: جمع شعب، والشّعب: جمع قبائل أو جمع عظيم تجمعه وحدة الوطن (الأرض أو اللغة والتّاريخ) بغير النظر إلى العدد والحيز الجغرافي.
{لِتَعَارَفُوا}: اللام لام التّعليل.
لتعارفوا: والتّعارف يؤدي إلى التّعاون التّجاري والصّناعي والسّياحي وكل مجالات التّعاون.
{إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}: إن للتوكيد، أكرمكم عند الله: أي أرفعكم عند الله منزلة أو أشرفكم، أتقاكم: والتقوى تكون بامتثال أوامر الله سبحانه وتجنّب النّواهي، وليس أكرمكم بالأحساب أو الأنساب فالفقير إذا كان تقياً قد يكون أكرم وأفضل عند الله من أغنى الأغنياء على الأرض إذا لم يكن الغني تقياً.
{إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}: إن للتوكيد، عليم: بما تفعلونه وتقولونه، عليم بتقواكم وعليم بظواهركم، وعليم صيغة مبالغة: كثير العلم.
خبير: ببواطن الأمور والأسرار.