سورة الذاريات ٥١: ٥٧
{مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِنْ رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ}:
{مَا}: للنفي تنفي الحال والمستقبل.
{أُرِيدُ مِنْهُم}: منهم، أي: الجن والإنس، أي: لا أطلب منهم.
{مِنْ رِّزْقٍ}: من استغراقية، أي: رزق مهما كان نوعه من طعام أو شراب أو مال أو متاع أو أيِّ شيء.
{وَمَا أُرِيدُ}: تكرار ما لتوكيد النّفي، وفصل كلّاً من الرّزق عن الإطعام أو كلاهما معاً.
{أَنْ}: حرف مصدري يفيد التّعليل والتّوكيد.
{يُطْعِمُونِ}: يقصد بها يطعمون أحداً من خلقي، أي: وما أريد أن يطعموا أحداً من خلقي؛ لأنّي أنا الخالق الرّزاق. والرزق قد يشمل الطعام والشراب، ويطعمون تعني: ذكر الخاص الطعام بعد ذكر العام وهو الرزق للتوكيد.
فالآية (٥٦-٥٧) تعني: ما أريد أن يرزقوا أحداً من خلقي ولا يرزقوا حتى أنفسهم؛ لأنّي أنا الرّزاق، ولا أريد منهم أن يطعموا أحداً من خلقي ولا حتى أنفسهم؛ لأنّه هو الذي يُطعم، كما قال تعالى: {وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ} الأنعام: ١٤, أو لا أطلب منهم رزقاً ولا طعاماً، ولكن عليهم بعبادتي وحدي وطاعتي.
ويطعمون: وحذف ياء المتكلم لتدل على ما أريد أن يطعمون أدنى أو أقل الطعام لعبادي أو يرزقوهم أدنى أو أقل الرزق.