سورة آل عمران ٣: ٢٠٠
{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}:
{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا}: نداء جديد إلى المؤمنين بالالتزام بأنواع مختلفة من الصبر والتقوى. {اصْبِرُوا}: من الصبر، الصبر العادي.
{وَصَابِرُوا}: أبلغ من اصبروا؛ أي: كونوا أكثر صبراً؛ أعداء الله؛ أي: غالبوهم في الصبر على شدائد الحرب، ولا تكونوا أقل صبراً منهم وثباتاً؛ أي: صبراً أكثر؛ أي: اسبقوا الكفار في الصبر على شدائد الحرب، أو غيرها من الأمور.
{وَرَابِطُوا}: أي: أقيموا في الثغور، وعلى الحدود مترصِّدين لعدو الله وعدوكم.
{وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}: ختم الآية بالتقوى، وهي امتثال أوامر الله، وطاعته، وتجنب ما نهى الله عنه، وأخر ما أمرهم به التقوى؛ أي: اصبر، وصابر، ورابط، واتق الله؛ لعلك تفلح.
{لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}: أي: لتفلحوا في دنياكم وآخرتكم.
{لَعَلَّكُمْ}: تعني: الرجاء، أو التعليل.
{تُفْلِحُونَ}: في الدنيا والآخرة وتدركون كل ما تأملون؛ ارجع إلى الآية (٥) من سورة البقرة؛ لمزيد من البيان.
واعلم: أن مراتب الصبر خمسٌ:
١ - صابر.
٢ - ومصطبر (أي: مليء بالصبر).
٣ - متصبر (متكلِّف بالصبر؛ أي: حامل نفسه على الصبر).
٤ - صبور (عظيم الصبر في الوصف والكيف).
٥ - صبَّار (أصبح الصبر صفة له)، وقيل: كثير الصبر في العدد، والكم.