سورة الحديد ٥٧: ١٥
{فَالْيَوْمَ لَا يُؤْخَذُ مِنكُمْ فِدْيَةٌ وَلَا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِىَ مَوْلَاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ}:
{فَالْيَوْمَ}: الفاء استئنافية, يوم القيامة يوم الحساب.
{لَا يُؤْخَذُ مِنكُمْ فِدْيَةٌ}: الخطاب موجه إلى المنافقين؛ لا النّافية, يؤخذ منكم فدية: الفدية: هو ما يدفع من المال لحفظ النّفس من الهلاك أو النّجاة من النّار أو فكّ الأسر أو غيرها, والفدية ليست مختصة بالمال فقط فهناك فدية من صيام أو صدقة أو نسك، وبما أنّه قال: (لا يؤخذ منكم فدية)، فمعنى ذلك: المال، ولو قال تعالى لا تقبل منكم فدية، فقد يعني المال أو الصّيام أو الصّدقة أو النّسك, منكم: أيّها المنافقون, فدية: نكرة؛ أي: مهما كان نوعها لن تؤخذ منكم. حتى ولو كانت ملء الأرض ذهباً أو ما في الأرض جميعاً ومثله معه.
{وَلَا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا}: لا النّافية, وتكرارها يفيد توكيد النّفي: عدم الأخذ؛ أي: لا منكم أيّها المنافقون ولا من الذين كفروا ولا منكما معاً.
{مَأْوَاكُمُ النَّارُ}: المأوى: دار الإقامة. ارجع إلى سورة الرّعد الآية (١٨) لمزيد من البيان, الخطاب للكفار والمنافقين.
{هِىَ مَوْلَاكُمْ}: أولى بكم أو تتولّى أموركم، مولاكم من: المولى، والمولى؛ أي: المعين والنّاصر؛ فالنار مأواهم ومولاهم معاً، وفي هذا إهانة شديدة لهم؛ أي: النار كل شيء بالنسبة لهم.
{وَبِئْسَ الْمَصِيرُ}: بئس: من أفعال الذّم, المصير: النّهاية والمآل.