سورة الجمعة ٦٢: ٧
{وَلَا يَتَمَنَّوْنَهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ}:
{وَلَا}: النافية.
{يَتَمَنَّوْنَهُ}: ارجع إلى الآية السابقة (٦) لبيان معنى التمني، وإضافة النون في يتمنونه للتأكيد.
{أَبَدًا}: لزيادة التوكيد.
{بِمَا}: الباء: السببية أو للتعليل؛ ما: أوسع شمولاً من الذي.
{قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ}: أي: عملت أو كسبت أيديهم من المعاصي والآثام.
{وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ}: عليم: صيغة مبالغة من علم؛ أي: كثير العلم؛ بالظالمين: الباء: للإطلاق؛ الظالمين: جمع ظالم وهو كل من خرج عن منهج الله تعالى، ولابد من مقارنة هذه الآية مع الآية (٩٥) في سورة البقرة وهي قوله تعالى: {وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ} لوجدنا الاختلافات التالية:
١ - (لا): النافية في آية الجمعة: {وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا}، (لن) في آية البقرة.
لن: أقوى نفياً, من: (لا) تنفي المستقبل القريب البعيد.
(لا): جاءت في سياق الذين زعموا أنهم أولياء الله، بينما (لن) جاءت في سياق الذين زعموا أنَّ الدار الآخرة خاصة بهم وحدهم، هذا الزّعم أشد وأبلغ من الزّعم بأنّهم أولياء الله، لذلك استعمل (لن).
٢ - يتمنَّونه: تدل على كثرة الذين زعموا أنّهم أولياء الله مقارنة بآية البقرة (يتمَّنوه) تدل على قلة عدد الذين يزعمون أنَّ الدّار الآخرة (الجنة) خاصة بهم، بما قدّمت أيديهم: الباء سببية تعليلية، ما: اسم موصول أو مصدرية بسبب ما اقترفوا من الكفر والمعاصي، ومن ذلك كفرهم برسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
ولا يتمنّونه أبداً (بسبب ما قدّموا من الكفر). ولأنهم أحرص الناس على حياة، كما ال تعالى: {يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ} البقرة: ٩٦، فالنفي في آية البقرة أشد وأقوى وأكثر توكيداً من النفي في آية الجمعة؛ ارجع إلى آية البقرة لمزيد من البيان.