سورة الجمعة ٦٢: ٩
{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِىَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ}:
{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا}: نداء للذين آمنوا بيا النّداء والهاء للتنبيه، نداء جديد بتكليف جديد بتكليف جديد للذين آمنوا.
{إِذَا}: ظرفية زمانية شرطية تفيد حتمية الحدوث وكثرته.
{نُودِىَ}: أي أُذِّن لصلاة الجمعة، والنداء هو الأذان وهو الإعلام برفع الصوت.
{لِلصَّلَاةِ}: اللام لام الاختصاص.
{مِنْ}: ظرفية، يوم الجمعة: هو اليوم المعروف من أيام الأسبوع، والجمعة بضمّ الميم: صفة لليوم؛ أي: يوم تجمُّع الناس.
{فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ}: السّعي يعني المشي بجدٍّ وعزم وقصد، ويعني: المضيّ إليها أو الإسراع والاشتغال بها، أو التّحضير لها بالوضوء والخروج إلى المسجد بشكل مبكِّر والتّفرُّغ لها، إلى ذكر الله: أي الخطبة والصّلاة، فالخطبة تعدُّ ذكراً لله وكذلك الصّلاة.
{وَذَرُوا الْبَيْعَ}: توقفوا عن البيع وسائر الأعمال الدنيوية من بيع وشراء، أو شغل يشغلكم عن الصلاة، وذروا البيع: مجاز مرسل، يعني: كل أنواع الأعمال والتّجارة وغيرها وتفرّغوا للصلاة.
{ذَلِكُمْ}: أي إشارة إلى السّعي إلى ذكر الله والصّلاة والخطبة خير لكم من البيع والتّجارة والرّبح، ذلكم: خير لكم وأبقى من أعمالكم الدّنيوية. ولم يقل ذلك؛ لأن (ذلكم) للتعظيم والتأكيد وتشمل عدة أمور.
{إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ}: إن شرطية تفيد الاحتمال والنّدرة، كنتم تعلمون: ما هو الأفضل والأصلح لكم، أو ما ينفعكم وما يضركم، وما في صلاة الجمعة من ثواب وخير.