سورة التحريم ٦٦: ٩
{يَاأَيُّهَا النَّبِىُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ}:
نداء تشريف إلى النبي، والهاء للتنبيه.
{جَاهِدِ الْكُفَّارَ}: جاهد بالقول والحجة والقوة والبرهان وأيِّ وسيلة أخرى.
الكفار: جمع كافر، والكفار صيغة مبالغة ولم يقل الكافرين، الكفار جمع تكسير، فهي تدل على أن الكفار أكثر عدداً من الكافرين، وكلمة الكفار تشير إلى عقيدة الكفر (الحدث)، والكافرين تشير إلى فعل الكفر أو عمل الكفر.
{وَالْمُنَافِقِينَ}: جمع منافق: وهو الذي يظهر الإيمان والإسلام ويبطِن الكفر. ارجع إلى سورة المنافقون آية (١) لمزيد من البيان.
{وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ}: الغلظة الشدة بالإنذار وخشونة الجانب، وعدم المعاملة باللين والرأفة.
{وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ}: المأوى مكان الإقامة والاستقرار في الآخرة، والضمير يعود على الكفار والمنافقين، جهنم: اسم من أسماء النار، ارجع إلى سورة الرعد آية (١٨) لمزيد من البيان في معنى المأوى وجهنم، ولو قارنا هذه الآية بقوله تعالى: {ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ} ثم: تعني التراخي في الزمن، فهذه الآية جاءت في سياق الدنيا، بينما آية التحريم جاءت في سياق الحديث عن الآخرة، وليس هناك فاصل زمني.
{وَبِئْسَ الْمَصِيرُ}: بئس من أفعال الذم والقبح، المصير: المنتهى، وقدّم الكفار على المنافقين من حيث الزّمن فالكفار جاؤوا قبل المنافقين، وهم أكثر عدداً، وإذا قارنّا هذه الآية (٩) من سورة التحريم وهي قوله:
{وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} مع الآية (١٩٧) من سورة آل عمران وهي قوله تعالى: {مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ} نجده استعمل ثم بدلاً من الواو؛ لأن ثم تدل على التراخي في الزمن؛ لأنهم لا زالوا في الدنيا، بينما آية التحريم في سياق الآخرة فاستعمل الواو.