سورة النساء ٤: ٣٠
{وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا}:
{وَمَنْ}: الواو: عاطفة. الخطاب للرسول، والمقصود به المؤمنين.
{وَمَنْ}: شرطية (ابتدائية)، من: للمفرد، والمثنى، أو الجمع، ومن: للعاقل.
{يَفْعَلْ ذَلِكَ}: اسم إشارة، واللام: للبعد.
{يَفْعَلْ ذَلِكَ}: تعود إلى قتل النفس، وأكل أموال الناس بالباطل.
{عُدْوَانًا}: بالتعدِّي على الغير عمداً، وظلماً بالقتل، أو أكل الأموال (والتعدِّي قد يكون من دون عمد ونسياناً).
{وَظُلْمًا}: الظلم: هو أخذ حق الغير عمداً، أو نقصان حقهم في الأجر، أو الحقوق؛ فالظلم، والاعتداء على المال يورث العداوة، والعداوة قد تؤدِّي إلى القتل.
ومن يفعل ذلك متعدِّياً، وظالماً؛ فسوف نصليه ناراً.
{فَسَوْفَ}: الفاء: للتوكيد، سوف: للاستقبال البعيد، وفيها تهديد، وإنذار قوي أقوى من السين؛ كقوله: {وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا} النساء: ١٠؛ فقد جاء بسوف، ونسب الإصلاء إلى نفسه فقال: {فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا} في عقوبة قتل النفس عدواناً وظلماً، بينما جاء بالسين: {وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا} في عقوبة أكل أموال اليتامى، ونسب الإصلاء إلى غيره (الملائكة).
{نُصْلِيهِ نَارًا}: ندخله ونحرقه بها.
{وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا}: أي: الإدخال والإحراق هو هينٌ على الله سبحانه، وجاء بلفظ الجلالة سبحانه؛ لأنه كان يكفي أن يقول: وكان ذلك يسيراً. والمجيء بلفظ الجلالة؛ للدلالة على شدة الإنذار، والوعيد والعقوبة، وقدَّم كلمة الله للحصر، والقصر.