سورة الفجر ٨٩: ١٥
{فَأَمَّا الْإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّى أَكْرَمَنِ}:
{فَأَمَّا}: الفاء استئنافية، أمّا: حرف شرط وتفصيل.
{الْإِنسَانُ}: اسم جنس الإنسان الكافر، أو أحياناً الإنسان المؤمن أو المسلم.
{إِذَا}: شرطية تفيد حتمية الحدوث والتّحقق.
{مَا}: تفيد التّوكيد.
{ابْتَلَاهُ رَبُّهُ}: الابتلاء لا يكون إلا بتحمل المكاره والمشاقّ؛ أي: بالشر ويمكن أن يكون بالخير، وهنا يقصد به الخير.
{فَأَكْرَمَهُ}: بالغنى واليسر والسّعة في الرّزق والمال والعافية والذرية والجاه وغيره.
{وَنَعَّمَهُ}: أنعم عليه من فضله وإحسانه بالنّعم الظّاهرة أو الباطنة.
{فَيَقُولُ رَبِّى أَكْرَمَنِ}: أي يظن هذا الإكرام له بالمال أو بغيره من النعم أنّه أهلٌ له ويستحقه، أو لأنّه مفضّل من ربه على غيره من النّاس، وهو ظن خاطئ.
وانتبه إلى اختيار كلمة "أَكْرَمَن" من أكْرَمَ، لا تعني إكراماً دائماً وإنما مؤقت أو قليل أو إكرام عادي، ولم يقل كَرَّمَن من كَرَّمَ، تعني كرم دائم، وفيه مبالغة في الكرم, وأكرمن تشير إلى أنه يطمع في الزيادة في الإكرام.
ولم يقل أكرمني: حذف ياء المتكلم فقال: أَكْرَمَن؛ لأن الإكرام بالمال وغيره من متاع الدنيا ليس هو الإكرام الحقيقي وإنما هو جزء من الإكرام.