سورة النساء ٤: ١٠٩
{هَاأَنتُمْ هَؤُلَاءِ جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِى الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَنْ يُجَادِلُ اللَّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَمْ مَنْ يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا}:
{هَاأَنتُمْ}: ضمير منفصل للمخاطبين، والهاء: للتنبيه.
{هَؤُلَاءِ}: والهاء: لتكرار التنبيه؛ لأن الموقف يحتاج إلى زيادة في التنبيه والحذر من الوقوف إلى جانب أهل طعمة، وزيادة الوعظ واللوم مقارنة بقوله تعالى: {هَاأَنتُمْ أُولَاءِ} آل عمران: ١١٩. أولاء: اسم إشارة يشير إلى المجادلين أهل طعمة وقبيلة بنو أبيرق، ها أنتم الذين جادلتم عنهم في الحياة الدنيا.
{جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِى الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}: جادلتم: خاصمتم عنهم؛ أيْ: جادلتم عن طعمة بن أبيرق؛ لتبرِّئوه من الخيانة (خيانة السرقة).
واستعمل صيغة الجمع عنهم بدلاً من صيغة المفرد جادلتم عنه؛ لأنهم كانوا شركاء في الإثم، ويدافعون عنه وينصرونه.
{جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِى الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}: جادلتم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والصحابة؛ لكي تبرِّئوا طعمة.
{فَمَنْ}: الفاء: للتوكيد. من: استفهامية؛ للإنكار، والتوبيخ.
ومن: للعاقل تشمل المفرد، والجمع.
{يُجَادِلُ اللَّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ}: أيْ: من يتولَّى الدفاع عنهم يوم القيامة، أو الدفاع عن طعمة بن أبيرق.
{أَمْ}: للإضراب الانتقالي.
{مَنْ}: للاستفهام الإنكاري، والتوبيخ.
{يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا}: كفيلاً، أو قائماً بأمورهم، يدافع عنهم يوم القيامة أمام الله تعالى.
إذن: لا يجوز الوقوف إلى جانب الخونة، أو الظالمين، ولا يجوز الحكم بغير ما أنزل الله في كتابه، وعلى لسان رسوله -صلى الله عليه وسلم-.