سورة النساء ٤: ١٠٨
{يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا}:
{يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ}: أيْ: يستترون من الناس؛ كي لا يروهم، سواء كان خوفاً، أو حياءً؛ أيْ: يستتر بنو أبيرق، قوم طعمة من الناس.
{وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ}: ولا يخافون الله، ولا يستخفون منه بما فعلوه من الخيانة.
{وَهُوَ مَعَهُمْ}: هو ضمير متصل تفيد التوكيد؛ أيْ: والله مطلع عليهم، وعلى ما يفعلونه، ولا يخفى عليه خافية.
{إِذْ}: ظرفية زمانية بمعنى: حين.
{يُبَيِّتُونَ}: من التبيُّت، أو التدبير الخفي الذي يتم ليلاً، وليس في وضح النهار؛ لكون فاعل التبيُّت خائفاً وجباناً. ارجع إلى الآية (٨١) من نفس السورة؛ لمزيد من البيان.
{مَا لَا يَرْضَى}: أيْ: ما لا يرضاه الله، ولا يقرّه.
{مِنَ الْقَوْلِ}: أيْ: كيف يلصقون التهمة باليهودي البريء، ويحلفون على براءة أخيهم طعمة.
وهذا القول، أو التبيُّت لا يرضاه الله، ولا يقرُّه، ويترتب عليه أثم عظيم.
{وَكَانَ اللَّهُ}: (كان) تستغرق كل الأزمنة: الماضي، والحاضر، والمستقبل.
{بِمَا}: الباء: للإلصاق.
{بِمَا يَعْمَلُونَ}: من التبيُّت، والمكر، ويعملون تشمل الأقوال والأفعال.
{مُحِيطًا}: بعلمه، ولا تخفى عليه خافية، ومحيط بكل شيء، فلا يخرج، أو يفلت أحد منه؛ لكونه محيطاً بعلمه، وقدرته كل شيء.