سورة البقرة ٢: ٥٠
{وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنتُمْ تَنْظُرُونَ}.
{وَإِذْ}: الواو حرف عطف، إذ، تقدَّم شرحها في الآية السابقة، واذكروا إذ.
{فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ}: {فَرَقْنَا}: بفتح الراء، وليس بسكونها، كما في فرقنا، والفرق؛ هو الفصل، والتمييز بين شيئين، أو أكثر.
فرْق: بسكون الراء تستعمل لتفريق الأشياء المخلوطة غير المتجانسة، مثل: تفاح، وبرتقال، وعنب؛ أي: فصل بين كل شيء على حدة.
فَرَق: بفتح الراء، تستعمل للأشياء المتداخلة، أو الشيء الواحد، مثل تفريق عصير التفاح، والبرتقال، والعنب، الممزوجة معاً، كلاً على حدة، وهذا صعب، ومستحيل، أحياناً.
وفَرَق: تستعمل للماء ـ أو الدِّين، مثال: {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا}.
{فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ}: {فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ} الشعراء: ٦٣؛ أي: فصلنا البحر، وأصبح كل جزء منه، كالجبل، والبحر، قيل: هو البحر الأحمر.
{فَأَنجَيْنَاكُمْ}: من الغرق، ومن فرعون، وجنوده، {فَأَنجَيْنَاكُمْ}، تعني: بسرعة، وزمن قليل، وقوة شديدة.
{وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنتُمْ تَنْظُرُونَ}: تشاهدونهم، يغرقون جميعاً، حتّى لا يدخل الشك في قلوبكم بعد ذلك، أنّ بعضهم نجى. فرعون هذا هو الابن المسمَّى منفتاح (فرعون الخروج) وليس الأب رمسيس الثاني مربي موسى -عليه السلام- . ارجع إلى سورة الأعراف آية (١٠٣) للبيان.