سورة المائدة ٥: ٣٥
{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِى سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}:
{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا}: نداء جديد للذين هم على درب الإيمان، والهاء: للتنبيه.
{اتَّقُوا اللَّهَ}: أي: اتقوا عذاب الله تعالى، وغضبه، وجبروته، باتباع أوامره، وتجنب نواهيه بالكف عن المحارم، وترك المنهيات.
{وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ}: اطلبوا أو التمسوا إليه الوسيلة.
{الْوَسِيلَةَ}: القرب أو الشيء الذي يتقرب به إلى الله تعالى؛ للحصول على مرضاته ونيل جنته، وقيل: الوسيلة أعلى درجة في الجنة، وهي منزلة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وهي أقرب أمكنة الجنة إلى العرش، والله أعلم.
كما ورد في الحديث الشريف الذي رواه أحمد، ومسلم من حديث عبد الله بن عمر: أنه سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «إذا سمعتم المؤذن؛ فقولوا مثل ما يقول، ثم صلّوا عليَّ؛ فإنه من صلَّى عليَّ صلاة؛ صلَّى الله عليه عشراً، ثم سلوا لي الوسيلة؛ فإنها منزلة في الجنة، لا تنبغي إلّا لعبد من عباد الله، وأرجو أن أكون هو، فمن سأل لي الوسيلة حلَّت له الشفاعة».
{وَجَاهِدُوا فِى سَبِيلِهِ}: جاهدوا في سبيل إعلاء دِينه.
ويشمل جهاد النفس عن شهواتها، وأهوائها، وجهاد الشيطان، بفعل الحسنات، وترك السيئات.
{لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}: لعل: أداة رجاء؛ تستعمل في الأمور المرجو تحققها. لعلكم تفلحون: بتقديم الأسباب الأخرى كذلك المؤدِّية إلى الفلاح إضافة إلى الجهاد في سبيله؛ أيْ: لتفلحوا، والفلاح: هو الفوز بسعادة الدارين. ارجع إلى الآية (٥) من سورة البقرة؛ لمزيد من البيان.
وبعد أن أمر الله المؤمنين بالتقوى، والجهاد في سبيله، أخبر بما أعده لأعدائه.