سورة المائدة ٥: ٣٦
{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَا فِى الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لِيَفْتَدُوا بِهِ مِنْ عَذَابِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَا تُقُبِّلَ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}:
{إِنَّ}: للتوكيد.
{الَّذِينَ كَفَرُوا}: جحدوا بالله، وآياته، ورسله، ووحدانيته، وماتوا وهم كفار، ولم يتوبوا.
{لَوْ أَنَّ}: لو: شرطية. أن: للتوكيد.
{لَهُمْ}: اللام: لام الاختصاص، أو الاستحقاق.
{مَا فِى الْأَرْضِ جَمِيعًا}: لهم يوم القيامة على سبيل الفرض، ما في الأرض: من مال، وذهب، وفضة، ومتاع، وحرث، وأنعام، وغيرها من وسائل رغد العيش والملك.
{جَمِيعًا}: توكيد.
{وَمِثْلَهُ مَعَهُ}: أيْ: مثله، أو ضعفه معه.
ولو جاء أحدهم؛ أي: الكفار به يوم القيامة؛ ليفتدي به من عذاب الله، أو من كفره ما تُقبِّل منه.
{لِيَفْتَدُوا}: اللام: لام التعليل، والفداء: هو ما يُعطى، أو يجعل بدل الشيء؛ ليعود إلى حاله التي كان عليها بالمثل، أو أقل.
ولم يقل: لافتدوا به: ليفتدوا به؛ لأنهم ما زالوا على قيد الحياة الآن، ليفتدوا به في المستقبل؛ أيْ: يوم القيامة، بينما (لافتقدوا به): تشير إلى أنهم في الآخرة؛ أي: تأتي في سياق الآخرة، كما ورد في سورة الرعد الآية (١٨)، وسورة الزمر الآية (٤٧)، وسورة يونس الآية (٥٤). وانظر إلى قوله تعالى: (ليفتدوا به) ولم يقل: بهما، مع أن الهاء في (به) تعود على أمرين ما في الأرض ومثله معه، والسبب في ذلك إذا لم يجدي الافتداء بما في الأرض فلم يبقى جدوى للافتداء بمثله معه.
{وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}: شديد الإيلام، بالكيفية، والمقدار، والديمومة.