سورة المائدة ٥: ٣٩
{فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}:
{فَمَنْ تَابَ}: الفاء: عاطفة، من: شرطية.
{تَابَ}: استوفى أركان التوبة: الندم، وعدم العودة إلى السرقة، والإصلاح، والإكثار من العمل الصالح، وإرجاع الحقوق إلى أهلها.
{مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ}: سمِّي السارق ظالماً؛ لأنه أخذ حقّ غيره. من: تفيد القرب في الزمن.
{وَأَصْلَحَ}: أيْ: أصلح ما أفسد.
يُعيد الشيء المسروق إلى صاحبه، ويطلب العفو من صاحب الشيء المسروق، إن كان يعرفه، أو يعرف عنوانه، وإن لم يعرفه، ويعرف عنوانه، ثم تاب، عندها يتصدّق بما سرق، ولا يعتبر صدقة له، بل لصاحب المال المسروق، ويقول: يا رب! ثواب ذلك لصاحب الشيء المسروق، وليعلم أن فضوح الدنيا أهون من فضوح الآخرة، وليس من الضروري أن يذكر عنوان السارق، بل يقول: هو من مجهول إذا أرجع الشيء المسروق إلى صاحبه.
{فَإِنَّ}: الفاء: للتوكيد، إن: لزيادة التوكيد.
{اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ}: أيْ: يتقبل توبته.
{إِنَّ اللَّهَ}: إن: توكيد.
{غَفُورٌ}: غفور للسارق إذا تاب وأصلح، غفور: المغفرة تسبق الرحمة، غفور؛ كثير الغفر (صفة مبالغة)، مهما عظمت، وتعددت الذنوب والآثام.
{رَحِيمٌ}: صفة ثابتة في ذاته -جل وعلا- ، مشتقة من الرحمة، رحيم لمن تاب من بعد السرقة {وَأَصْلَحَ}: وعاد إلى درب الإيمان، واستقام عليه.