سورة المائدة ٥: ٤٧
{وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنجِيلِ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ وَمَنْ لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}:
{وَلْيَحْكُمْ}: الواو: استئنافية.
{وَلْيَحْكُمْ}: اللام: لام التوكيد، أو لام الأمر.
{أَهْلُ الْإِنجِيلِ}: أتباع عيسى -عليه السلام- ؛ النصارى.
{بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ}: فيه: للتوكيد؛ للتوكيد على العمل بأحكام الإنجيل، وعدم ترك أحكامه، والأخذ بأحكام التوراة فقط، والباء في كلمة {بِمَا}: تفيد الإلصاق.
{وَمَنْ}: الواو استئنافية، ومن: شرطية.
{لَّمْ يَحْكُم}: لم النافية.
{بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ}: في التوراة، أو الإنجيل.
{فَأُولَئِكَ}: الفاء: للتوكيد، أولئك: اسم إشارة؛ يفيد التحقيق، ويشير إلى الذين لم يحكموا بما أنزل الله بأنهم: {الْفَاسِقُونَ} حقاً، الخارجون عن طاعة الله تعالى.
وإذا نظرنا إلى الآيات السابقة، الآية (٤٤): {فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ}.
والآية (٤٥): {فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}.
والآية (٤٧): {فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}.
الكافر: هو ظالم، وفاسق، وليس كل ظالم، أو فاسق كافراً.
الظالم: أسوأ من الفاسق، وقد يترقَّى بظلمه؛ ليصبح كافراً، والظلم قد يعني: الشرك.
والفاسق: أهون من الكافر والظالم، وقد يترقَّى بفسقه ليصبح ظالماً، أو كافراً.
فالكافرون: أي: الذين جحدوا، وأنكروا وجود الله سبحانه، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، أو لم يؤمنوا بما أنزل الله في الآيات والأحكام..
أما الظالمون: هم آمنوا، ولم ينكروا أن هذه الآيات والأحكام منزلة من رب العالمين، ولكنهم أشركوا بالله، أو رفضوا تطبيق تلك الأحكام والعمل بها، أو غيَّروا تلك الأحكام.
أما الفاسقون: هم آمنوا بتلك الآيات والأحكام، ولم يشركوا بالله، ولكنهم خرجوا عن طاعة الله بشهوة، أو هوى، أو شيطان, وقيل: هذه الآيات الثلاث تعني أهل الكتاب فمنهم الكافرون, ومنهم الظالمون, ومنهم الفاسقون, فهم درجات حسب تطبيقهم لشرع الله تعالى الذي أنزل إليهم في التوراة والإنجيل.