سورة المائدة ٥: ٥٩
{قُلْ يَاأَهْلَ الْكِتَابِ هَلْ تَنْقِمُونَ مِنَّا إِلَّا أَنْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلُ وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فَاسِقُونَ}:
{قُلْ}: لهم يا محمد -صلى الله عليه وسلم-.
{يَاأَهْلَ الْكِتَابِ}: الكتاب: أي: التوراة، والإنجيل، اليهود والنصارى.
{هَلْ}: استفهام؛ فيه تبكيت، وتوبيخ.
{تَنْقِمُونَ مِنَّا}: من نقم ينقم منه؛ أيْ: عاقبه، أو كره منه أن يفعل أمراً ما؛ مما أدَّى إلى الكراهية، والمعاداة، والكيد، والعقاب؛ أيْ: كيف تكونون أهل توراة، وإنجيل، وتنكرون علينا الإيمان بالله، وما أنزل إلينا، وتتخذون ذلك سبباً للمعاداة، والانتقام، والكراهية.
{إِلَّا}: أداة حصر؛ أيْ: فقط؛ لأننا آمنا بالله -عز وجل- .
{وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا}؛ أي: القرآن، وما: اسم موصول؛ بمعنى: الَّذي.
{وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلُ}: من التوراة، والإنجيل، ومن الصحف.
{وَأَنَّ}: يفيد التوكيد، والتعليل.
{أَكْثَرَكُمْ فَاسِقُونَ}: أيْ: كونكم تنقمون منا؛ لأننا آمنا بالله، وما أنزل إلينا؛ هذا يعدُّ فسقاً منكم، ويفعله الأكثرون, وإذا قارنا هذه مع الآية (٨١) في نفس السورة, وهي قوله تعالى: {وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ}: نجد أن أكثر تأتي في سياق الأكثر عدداً أو إذا كان السياق في تعداد أسوأ الصفات والأفعال مقارنة بكثير.
{فَاسِقُونَ}: خارجون عن الدِّين؛ أيْ: طاعة الله تعالى. ارجع إلى سورة البقرة، آية (٢٦)؛ لمزيد من البيان في معنى فاسقون.