سورة المائدة ٥: ٧٠
{لَقَدْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِى إِسْرَاءِيلَ وَأَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ رُسُلًا كُلَّمَا جَاءَهُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنفُسُهُمْ فَرِيقًا كَذَّبُوا وَفَرِيقًا يَقْتُلُونَ}:
{لَقَدْ}: اللام: للتوكيد. قد: للتحقيق، وزيادة التوكيد.
{مِيثَاقَ بَنِى إِسْرَاءِيلَ}: أي: العهد المؤكد باليمين.
أخذنا ميثاق بني إسرائيل في التوراة، بالسمع، والطاعة، والتوحيد، وأن يعملوا بما فيها، وأن يؤمنوا برسله، وعيسى، ومحمد -صلى الله عليه وسلم-.
{وَأَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ رُسُلًا}: مثل: موسى، وهارون، وداود، وسليمان، وزكريا، ويحيى، وعيسى عليهم السلام.
{كُلَّمَا}: مركبة من: كل وما المصدرية الظرفية؛ فهي أداة شرط تفيد التكرار.
{جَاءَهُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنفُسُهُمْ}: الباء: حرف جر، ما: اسم موصول؛ بمعنى: الذي؛ أيْ: بالذي لا تهوى أنفُسُهُم من الحق.
وتعريف الهوى: هو ما تميل إليه النفس، بما لا ينبغي بعيداً عن الحق، وبلا دليل. ارجع إلى الآية (٥٦) من سورة الأنعام.
{فَرِيقًا كَذَّبُوا وَفَرِيقًا يَقْتُلُونَ}: فريقاً من الرّسل كذبوا، وفريقاً من الرسل يقتلون، ولم يقل: فريقاً كذبوا (فعل ماضي)، وفريقاً قتلوا، وإنما جاء بصيغة المضارع {يَقْتُلُونَ}، جاء بالفعل المضارع في كلمة {يَقْتُلُونَ}: حتى يُشعرنا بعظم وبشاعة الجرم هذا، وهو ما نسمِّيه حكاية الحال، رغم أنه حدث في الماضي.
ويجب أن ننتبه إلى أن بني إسرائيل لم يقتلوا أيَّ رسول، وإنما قتلوا بعض الأنبياء؛ لأن الرسل معصومون من القتل، والأنبياء غير معصومين، وجاء هنا بكلمة الرسل؛ لأن الرسل تطلق على الأنبياء والرسل معاً؛ لأن كلاهما مرسل من الله تعالى.