سورة المائدة ٥: ٧٦
{قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَاللَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}:
{قُلْ}: لهم يا محمد -صلى الله عليه وسلم-، قل لأهل الكتاب، أو المشركين، وعبدة الأوثان، أو غيرهم.
{أَتَعْبُدُونَ}: الهمزة للاستفهام الإنكاري، والنون: للتوكيد.
{مِنْ دُونِ اللَّهِ}: من غير الله؛ أمثال عيسى، وأمه، والملائكة.
{مَا لَا يَمْلِكُ لَكُمْ}: ما: تشمل العاقل، وغير العاقل، وقد تعني: اسماً موصولاً؛ أي: الذي لا يملك، أو ما النافية، أو تعني: الكلّ.
{مَا لَا يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا}: الضَّر: البلاء، والضُّر: ما يصيب الفرد من المرض, والفقر, والعاهات في بدنه؛ ما لا يقدر على دفع الضرّ عنكم: من مرض، وقحط، وزلازل، وأوبئة، ولا يقدر على جلب النفع لكم: من رزق، وصحة؛ أيْ: ما لا يضر، وما لا ينفع.
وقدَّم الضر على النفع لأن دفع الضر أهم من جلب النفع؛ لأن عبادة الأصنام، أو عبادة عيسى، أو الشرك والكفر كلها ضر، وليس فيها نفع، ولأن النفوس أشد حرصاً على دفع الضر أولاً قبل أن تتطلع إلى جلب النفع, والآيات في سياق الكفر والشرك بالله.
{لَكُمْ}: اللام: للاختصاص، لكم أنتم خاصَّة.
{وَاللَّهُ هُوَ}: هو تفيد الحصر والتوكيد.
{السَّمِيعُ}: لأقوالكم في السرِّ، والعلن.
{الْعَلِيمُ}: بأحوالكم، وبما تعبدون، وتشركون، وبما تعتقدون، ويعلم كل معلوم، والعليم: صيغة مبالغة من علم، والعليم: كثير العلم، والعليم بنواياكم، وعالم الغيب والشهادة وحده، وعلام الغيوب، لا يشاركه أحد في ذلك.