سورة المائدة ٥: ١٠٠
{قُلْ لَا يَسْتَوِى الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ فَاتَّقُوا اللَّهَ يَاأُولِى الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}:
أسباب النزول: عن جابر أن رجلاً، قال للنبي -صلى الله عليه وسلم-: إن الخمر كانت تجارتي، فأخرجت من بيع الخمر مالاً، فهل ينفعني ذلك المال، إن عملت فيه بطاعة الله؟ فقال له النبي -صلى الله عليه وسلم-: «إن الله لا يقبل إلَّا الطيب». انظر في أسباب النزول للواحدي.
{لَا}: النافية.
{يَسْتَوِى الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ}: أيْ: لا يساوي الخبيث الطيب؛ أي: الحلال والحرام، أو الجيد والخبيث مقداراً، ولا إنفاقاً، ولا مصيراً، ولا درجة.
{الْخَبِيثُ}: الحرام، السُّحت، الرِّجس.
{وَالطَّيِّبُ}: الحلال الطاهر.
{وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ}: لو: هنا شرطية.
والعجب هو السرور؛ أيْ: لا تفرح بـ {الْخَبِيثِ}: لأنه زائل وممحوق البركة، وفائدته باطلة، أو ليس له ثواب، فالطيب القليل، هو أربى، وأفضل من الخبيث الكثير. وفي الآية حث على التأمل في كل شيء لتميز خبثه من طيبه، والعبرة ليست بالكثرة أو الجم أو الكم، وإنما بالكيف والنوع والجودة؛ الطيب والطهارة.
{فَاتَّقُوا اللَّهَ}: أي: التزموا بالطيب الحلال، واجتنبوا الخبيث الحرام.
{يَاأُولِى الْأَلْبَابِ}: يا أصحاب العقول النيرة، الصفوة؛ الذين هداهم الله الذين يستمعون القول، فيتبعون أحسنه.
{لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}: بالعمل، بالطيب، وتجنب الحنث، واتّخاذكم الأسباب الأخرى؛ للفلاح، وتدعون الله، راجين القبول، والنجاة من النار، والفوز بالجنة. ارجع إلى الآية ٥ من سورة البقرة؛ لمزيد من البيان.