سورة المائدة ٥: ١١٨
{إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}
{إِنْ}: شرطية.
{فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ}: فهذا حقك؛ لأنهم أخطؤوا؛ أشركوا.
{عِبَادُكَ}: الكل في الآخرة عباد، لم يعد هناك طاعات؛ ليقول: عباد وعبيد، ولم يقل: إنك أنت الغفور الرحيم؛ لأنهم أشركوا، فعيسى -عليه السلام- لا يضمن لهم المغفرة، أو الشفاعة.
{وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ}: إن: شرطية؛ تفيد الاحتمال، تغفر لهم: تستر وتمحو خطاياهم، وذنوبهم، ولا تعاقبهم عليها.
{فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}: أنت: ضمير منفصل، وتوكيد، وحصر، على أن الله وحده: {الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}.
{الْعَزِيزُ}: الذي لا يغلب، ولا يُقهر، والممتنع ليس بحاجة إلى أحدٍ من خلقه.
{الْحَكِيمُ}: المدبر لشؤون خلقه؛ بالحكمة المطلقة، لا يثيب، ولا يعاقب؛ إلا عن حكمة، والحكيم من الحكم، أو الحكمة، فهو أحكم الحاكمين، وأحكم الحكماء. ارجع إلى سورة البقرة، آية (١٢٩)؛ لمزيد من البيان.
لنقارن قول إبراهيم -عليه السلام- ، وقول عيسى -عليه السلام- :
في سورة إبراهيم، الآية (٣٦) قال: {وَمَنْ عَصَانِى فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}:
جاءت هذه الآية في سياق الفتنة بالأصنام.
وفي سورة المائدة، الآية (١١٨): {وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}:
جاءت هذه الآية في سياق فتنة عيسى وأمه -عليه السلام- ، اتخذوني وأمي إلهين.
والفتنة بالأصنام أقل فتنة بعيسى وأمه، ولذلك اختلفت نهاية الآيات.