سورة الأنعام ٦: ٤٦
{قُلْ أَرَءَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللَّهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصَارَكُمْ وَخَتَمَ عَلَى قُلُوبِكُمْ مَّنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُم بِهِ انظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ ثُمَّ هُمْ يَصْدِفُونَ}:
{قُلْ أَرَءَيْتُمْ}: الهمزة: همزة استفهام، والتقرير.
والرؤية هنا: رؤية قلبية، ورؤية بصرية، وتعني: أخبروني بشكل مؤكد، أو من له علم ودراية. ارجع إلى الآية (٤٠)، من نفس السورة؛ لمعرفة الفرق بين أرأيتم، وأرأيتكم.
{إِنْ}: شرطية؛ تدل على الاحتمال.
{أَخَذَ اللَّهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصَارَكُمْ}: الأخذ يعني بقوة وشدة والأخذ هنا قد يكون الأخذ الحقيقي بالطمس أو بالتعطيل، بمرض ما، {وَخَتَمَ عَلَى قُلُوبِكُمْ}: على عقولكم، فتصبح لا تعي ولا تفهم، أو لا يدخلها إيمان، أو يخرج منها كفر, والطبع أشد من الختم؛ لأن الختم لا زال فيه بريق أمل أما الطبع انتهى الأمر.
{مَّنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُم بِهِ}: من: استفهامية، إله: غير الله يأتيكم به: يُعيدُ إليكم سمعكم وأبصاركم؛ أيْ: يشفيكم، وتعني: يهديكم للإيمان.
{انظُرْ}: أيْ: فكِّر وتمعَّن.
{كَيْفَ}: للاستفهام والسؤال عن الحال والتعجب، والإنكار.
{نُصَرِّفُ الْآيَاتِ}: الآيات: جمع آية، أيْ: نكرر، ونوضِّح الآية الواحدة، أو المسألة الواحدة بأساليب متعددة، مختلفة، وصور شتى؛ حتى يتبيَّن، وينكشف المعنى الحق، والخفي. ارجع إلى سورة البقرة آية (١٦٤).
{ثُمَّ}: للإيغال في التوكيد.
{هُمْ}: يفيد التوكيد.
{يَصْدِفُونَ}: من صدف؛ أيْ: أعرض إعراضاً شديداً، وقيل: أيضاً صرف غيره عنها؛ أيْ: أضل غيره، وصدف عنه: مال، وأعرض عنه، ميلاً شديداً، والإعراض، أو الميل قد يكون خفيفاً، فتبقى بجانب الشخص الذي تعرض عنه، ولكن إذا صدفت تذهب إلى الجانب البعيد الآخر.
إذنْ الصدف: الإعراض عن الشيء، إضافة للذهاب إلى الجانب البعيد، إلى ناحية بعيدة، وذكرت هذه الكلمة في سورة الأنعام أربع مرات.