سورة الأنعام ٦: ٦٢
{ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ أَلَا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ}:
{ثُمَّ}: تدل على التعقيب، والتراخي.
{رُدُّوا}: يعني: العباد، والردّ يكون بعد الموت، بعد البعث، بعد النفخة الثانية، والرد: هو الرجوع المجبر عليه من دون إرادته، أو رغبته.
{إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ}: المولى: المالك، ردوا إلى مالكهم وحاكمهم.
{الْحَقِّ}: صفة للمولى؛ أي: الذي لا يتغير، أو يتبدل؛ مهما طال الزمن، أو تغير.
{أَلَا}: أداة تنبيه.
{لَهُ الْحُكْمُ}: الحكم يشمل القضاء، والفصل، وهناك فرق بين الحكم والقضاء والفصل، فالحكم والقضاء كقوله: يحكم بينهم، أو يقضي بينهم، يستعملها القرآن بين أفراد الملة الواحدة، أو الأمة الواحدة، ويفصل بينهم: للفصل بين الأمم، أو الأنبياء، وأممهم، أو للفصل بين الحق والباطل، أو أهل الجنة والنار، والمؤمنين والمشركين، وقيل: الفصل أشد من الحكم، والفصل من الحكم، فهو سبحانه يحكم بينهم، ثم يفصل بينهم؛ فهو سبحانه يحكم أو يقضي بين أفراد الأمة الواحدة، ثم يفصل بينهم؛ فريق إلى الجنة، وفريق إلى السعير.
{وَهُوَ}: ضمير منفصل؛ يدل على التوكيد، والحصر.
{أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ}: يحاسب الخلق، بوقت قصير، لا يعلمه إلا هو، أو بكلمةِ: كن، فيكون، أو لمحة البصر؛ لأنه لا تخفى عليه خافية.
سُئِلَ الإمام علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- : كيف يحاسب ربنا -جل وعلا- الناس جميعاً في وقت واحد؟ فقال: كما يرزقهم في وقت واحد.