سورة الأنعام ٦: ٦٣
{قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً لَّئِنْ أَنْجَانَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ}:
{قُلْ مَنْ}: استفهام تقريري.
{يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ}: من الشدائد؛ كالعواصف، والأعاصير، والكوارث الجوية: من زلازل، ورعد، وبرق، والعرب تقول لليوم الذي تلقى فيه الشدة: يوم مظلم.
كقوله: {وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِى الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ} الإسراء: ٦٧.
حينئذٍ {تَدْعُونَهُ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً}: لا تجدون ملجأً إلّا إيّاه، تدعونه علانية وسراً، وبخشوع، وذل، وخوف.
{تَضَرُّعًا}: قد تكون بالعلن، مظهرين الضراعة، وهي شدة الفقر إليه، والحاجة إليه، والذل، والانكسار.
{وَخُفْيَةً}: في الخفاء: أي التستر؛ أيْ: في أنفسكم، دعاء الصمت بالخفاء.
{لَّئِنْ أَنْجَانَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ}:
{لَّئِنْ}: اللام: لام التوكيد، إن: حرف شرط؛ تفيد الاحتمال، أو الندرة.
{أَنْجَانَا}: من أنجى، وأنجيتنا.
{أَنْجَانَا}: تفيد السرعة، وقصر الزمن، ولم يقل: لئن نجانا؛ تفيد البطء، والزمن الطويل؛ لأن الزمن قصير جداً في تلك الشدائد، والصبر قليل، والنجاة يلزمها وقت قصير.
{مِنْ هَذِهِ}: من: ابتدائية. {هَذِهِ}: الهاء: للتنبيه، ذا: اسم إشارة؛ يفيد القرب، وتشير إلى الشدة والمحنة.
{لَنَكُونَنَّ}: اللام: للتوكيد، وكذلك نون النسوة: لزيادة التوكيد.
{مِنَ الشَّاكِرِينَ}: لله سبحانه، الشاكرين على نعمة النجاة. ارجع إلى سورة الأعراف، آية (١٠)؛ لمزيد من البيان على الشاكرين.