سورة الأنعام ٦: ٦٩
{وَمَا عَلَى الَّذِينَ يَتَّقُونَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَىْءٍ وَلَكِنْ ذِكْرَى لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ}:
{وَمَا}: الواو: عاطفة، ما: نافية.
{عَلَى}: تفيد الاستعلاء، والمشقة.
{الَّذِينَ}: أيْ: رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وأصحابه.
{يَتَّقُونَ}: أيْ: يطيعون أوامر الله، ويتجنبون محارمه.
{مِنْ}: ابتدائية.
{حِسَابِهِمْ}: أيْ: حساب الذين يخوضون في آيات الله، لستم مسؤولين عنهم في أيِّ شيء.
{وَلَكِنْ ذِكْرَى لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ}: أيْ: قيامكم، وترككم لهم، هو استنكار، وعدم رضا؛ لما يخوضون فيه.
ولعلَّ هذا القيام، وتركهم يؤثر فيهم، ويكون لهم تذكرة، ويتعظون به، ويتوقفون عن الخوض في آيات الله، وينأون بأنفسهم عن الباطل، فيكون ذلك وقاية لهم من عذاب الله وسخطه, وإذا قارنا ذكرٌ مع ذكرى التي تعني التذكر نجد ذكرٌ أقوى من ذكرى، ويأتي في سياق الدعوة والتبليغ؛ ارجع إلى سورة يوسف آية (١٠٤) للبيان.
{لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ}: لعل: للتعليل، ولا بُدَّ من الأخذ بالأسباب الأخرى؛ للتقوى، بعد توقفهم عن الخوض، والتوبة؛ لعلَّهم يصبحوا من المتقين.