سورة الأنعام ٦: ١٠٤
{قَدْ جَاءَكُمْ بَصَائِرُ مِنْ رَّبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِىَ فَعَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُم بِحَفِيظٍ}:
{قَدْ}: حرف تحقيق، وتوكيد.
{جَاءَكُمْ بَصَائِرُ مِنْ رَّبِّكُمْ}: بصائر: جمع بصيرة، والبصائر: البينات، تشمل آيات القرآن، والأصح: الحجج، والمعجزات، والبراهين التي تهدي إلى الحق. ارجع إلى سورة الجاثية آية (٢٠) لمزيد في معنى بصائر.
وقيل: البصيرة: هي النور الذي يبصر به القلب، كما أن البصر هو النور الذي تبصر فيه العين، وهي البرهان القاطع الذي لا يترك في الحق لبساً.
{فَمَنْ}: الفاء: للتوكيد، من: شرطية.
{أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ}: أيْ: نفع نفسه من اهتدى بهذه البصائر؛ أي: الآيات، فلنفسه أفاد نفسه.
{وَمَنْ عَمِىَ فَعَلَيْهَا}: ضرّ نفسه؛ أيْ: من أعرض عن الحق، وضلَّ؛ فإنما يضل على نفسه؛ أيْ: عاقبة ضلاله، ووبال أمره يعود عليه وحده.
كقوله: {مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِى لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا} الإسراء: ١٥؛ لأن الله سبحانه غني عن خلقه، وعن طاعتهم.
{وَمَا أَنَا}: الواو: عاطفة، وما: النافية، أنا: تعود على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
{بِحَفِيظٍ}: الباء: للإلصاق، والتوكيد، حفيظ؛ أحصي لكم أعمالكم، وأجازيكم عليها، أو رقيب عليكم، أو قادر على أن أحرسكم، أو أحفظكم من المهالك، ومكائد الشيطان، ومصارع السوء، أو أحميكم من الوقوع في الذنوب.