سورة الأنعام ٦: ١٠٣
{لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ}:
{لَا}: النافية.
{لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ}: أيْ: لا تحيط به الأبصار أيَّ إحاطة؛ لأن -جل وعلا- إذا أحاطت به الأبصار؛ صار مقدوراً عليه.
وهناك فرق بين الرؤية والإدراك؛ الإدراك: أقوى من الرؤية؛ فقد ترى شيئاً ما، ولكن لا تدركه؛ أيْ: تحيط به علماً، ورؤيةً كاملة.
{لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ}: سواء أكانت العيون، أم العقول، لن يدركه عقل، أو بصر أبداً، لا في الدنيا، ولا في الآخرة.
أما رؤية الله في الآخرة: فهي حق، ولكن ليست رؤية إدراك، بل رؤية عن بعد، والله أعلم كيف تكون.
{وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ}: يدرك سبحانه أبصار خلقه، وعقولهم؛ لأنه -جل وعلا- يحيط بخلقه إحاطة تامة.
{وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ}: اللطيف: يعلم بمخفيات الأمور، ودقائق الأشياء، والوصول إليها بدقة ولطف.
واللطيف: من لطف، والشيء حين يدق ويصغر؛ يقال له: لطف؛ أيْ: كلما دقّ؛ أيْ: لطف، فهو يعلم كل شيء؛ مهما دق وصغر في الحجم، أو الاختفاء، واللطيف تعني كذلك: حسن المعشر، يرفق بعباده.
{الْخَبِيرُ}: العليم ببواطن الأمور، وذات الصدور، وكل الجوانب.
وأما الرؤية التي أخبر الله -جل جلاله- عنها عباده، فقال: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} القيامة: ٢٢-٢٣؛ رؤية لا يعلم حقيقتها إلا الله وحده.