سورة الأنعام ٦: ١١٦
{وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِى الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ}:
{وَإِنْ}: الواو: عاطفة، إن: شرطية، وتفيد القلة، أو الندرة؛ إنك تستطيع أن تطع أكثر من في الأرض.
{وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِى الْأَرْضِ}: لم تبيِّن هذه الآية من هم أكثر من في الأرض، والخطاب مُوجَّه إلى أفراد أمة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فالرسول حاشا أن يطيع الضالين، والمكذبين.
ولكن بيَّنته آيات أخرى؛ كقوله -جل وعلا- : {وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ}، وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين، إذنْ أكثر من في الأرض من غير المؤمنين بالله؛ أي: الكفار.
{يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ}: سبيل الله: هو دِينه الإسلام.
كيف يضلّون عن سبيل الله؟ لأنهم يتبعون أهواءهم، أو الظن؛ لكونهم يقلِّدون آباءَهم.
والظنُّ: هو التردد الراجح؛ أي: الشك إذا رجحت إحدى كفتيه بالإثبات.
{وَإِنْ}: نافية أقوى أدوات النفي.
{هُمْ}: ضمير منفصل؛ يفيد التوكيد.
{إِلَّا}: أداة حصر.
{يَخْرُصُونَ}: الخرص: هو الظن، والتخمين؛ أي: الحزر، ثم تجوز به إلى الكذب؛ أيْ: يكذبون.
{يَخْرُصُونَ}: يكذبون، يقولون بالظن.
{يَخْرُصُونَ}: بصيغة المضارع؛ لتدل على التكرار، والتجدد، فهم مستمرون على الخرص؛ القول بالظن والكذب.
وقوله: {إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ}: هو توكيد لما قبله؛ أي: الظن، والظن، والخرص: من أنواع الكذب المذكورة في القرآن، ومنها: الإفك، والبهتان، والاختلاق، والافتراء.