سورة الأنعام ٦: ١١٧
{إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَنْ يَضِلُّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ}:
{إِنَّ}: للتوكيد.
{هُوَ}: ضمير منفصل؛ يفيد التوكيد، والحصر.
{أَعْلَمُ}: صيغة مبالغة؛ تدل على كثرة العلم على وزن أفعل.
{مَنْ يَضِلُّ}: من اسم موصول، أو استفهامية، وهي للعاقل المفرد، والجمع.
{يَضِلُّ}: جاء بفعل مضارع؛ ليدل على التجدد، والحدوث، ولم يقل: من ضل على سبيله، كما ورد في كثير من الآيات؛ لمعرفة معنى الضلال: ارجع إلى سورة البقرة، آية (١٩٨).
{عَنْ سَبِيلِهِ}: عن دِينه.
{وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ}: وهو أعلم بالمهتدين السالكين سبيل الاستقامة، والصراط المستقيم، وتكرار: وهو أعلم يفيد التوكيد.
وهذه هي الآية الوحيدة في القرآن التي ذكر فيها: {إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَنْ يَضِلُّ عَنْ سَبِيلِهِ}، وباقي الآيات ذكرت: {إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ}، في سورة النحل، والنجم، والقلم.
فما هو الفرق بين الآيتين؟
ضل: فعل ماض، وانتهى؛ أيْ: خرج ذلك الإنسان عن الدِّين، والمنهج، أيام، أو أسابيع، أو أشهر، أو سنين، ثم في النهاية عاد؛ أيْ: ضل في الماضي وعاد، أو ضل ولم يُعد من ضلاله.
أما قوله تعالى: {مَنْ يَضِلُّ}: فيدل على التجدد والتكرار في المستقبل، ولم يتوقف، ومن المفسرين من قال: جيء بكلمة {يَضِلُّ} بدلاً من ضل؛ لأنها جاءت في سياق الآيات التي سبقتها، والتي جاءت بصيغة المضارع، مثل {يُضِلُّوكَ}، {وَإِنْ تُطِعْ}.