سورة الأعراف ٧: ٢٩
{قُلْ أَمَرَ رَبِّى بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ}:
{قُلْ}: لهم يا محمد -صلى الله عليه وسلم-: إن الله لا يأمر بالفحشاء.
بل يأمر بالقسط، بالحق، والعدل، وعدم الشرك، والاعتدال في الطاعات، والعبادات دون إفراط، ولا تفريط.
والقسط: يعني: العدل مع تنفيذ، أو تطبيق الحكم بالعدل.
{قُلْ أَمَرَ رَبِّى بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ}: كقوله: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا} الروم: ٣٠: في كل مكان وزمان، نقيم فيه الصلاة، إقامة الوجه: تعني: منيبين إليه، واتقوه، وأقيموا الصلاة، ولا تكونوا من المشركين، وإقامة الوجوه تعني أيضاً: كمال الإقبال على الله كأنه نراه أمامنا، وعدم الالتفات لا يمنة ولا يُسرى.
{عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ}: المسجد: هو كل موضع في الأرض، يمكن إقامة الصلاة فيه، يعتبر مسجداً؛ فالأرض كلها مسجد، كما جاء في حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المتفق عليه: «وجعلت لي الأرض طهوراً ومسجداً».
أو المسجد: وهو ما يطلق عليه: بيت الله، الذي تقام فيه خمس صلوات، وتقام فيه الجمعة، ويجتمع فيه الناس للصلوات، ويختلف عن المصلى.
{وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ}: وادعوه الدعاء: هو العبادة، وكذلك الدعاء المعروف؛ مخلصين له الدِّين: موحِّدين غير مشركين.
{كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ}: كما خلقكم أول مرة يعيدكم إليه أحياء؛ بالبعث يوم القيامة للحساب، والجزاء مرة أخرى.