حصن شيزر لَا يبْقى لمُسلم مَعَهم مقَام لَا سِيمَا مَدِينَة حماة لقربها
وَلما يسر الله تَعَالَى هَذَا الْفَتْح مدح الشُّعَرَاء الشَّهِيد أتابك فَأَكْثرُوا مِنْهُم أَبُو الْمجد الْمُسلم بن الْخضر بن الْمُسلم بن قسيم التنوخي الْحَمَوِيّ لَهُ قصية قد ذكرتها فِي تَرْجَمته فِي التَّارِيخ أَولهَا
(بعزمك أَيهَا الْملك الْعَظِيم ... تذل لَك الصعاب وتستقيم)
(ألم تَرَ أَن كلب الرّوم لما ... تبين أَنه الْملك الرَّحِيم)
(فجَاء يطبق الفلوات خيلا ... كَأَن الجحفل اللَّيْل البهيم)
(وَقد نزل الزَّمَان على رِضَاهُ ... فَكَانَ لخطبه الْخطب الجسيم)
(فحين رميته بك فِي خَمِيس ... تَيَقّن أَن ذَلِك لَا يَدُوم)
(وابصر فِي المفاضة مِنْك جَيْشًا ... فأحرن لَا يسير وَلَا يُقيم)
(كَأَنَّك فِي العجاج شهَاب نور ... توقد وَهُوَ شَيْطَان رجيم)
(أَرَادَ بَقَاء مهجته فولى ... وَلَيْسَ سوى الْحمام لَهُ حميم)
(يؤمل أَن تجود بهَا عَلَيْهِ ... وَأَنت بهَا وبالدنيا كريم)
(أيلتمس الفرنج لديك عفوا ... وَأَنت بِقطع دابرها زعيم)
(وَكم جرعتها غصص المنايا ... بِيَوْم فِيهِ يكتهل الفطيم)
(وَلما أَن طلبتهم تمنى الْمنية ... جوسلينهم اللَّئِيم)