وللألسنة بعد فِي هَذَا الْفَتْح سيح طَوِيل وَقَول جليل
وللعماد رَحمَه الله قصائد يذكر فِيهَا وقْعَة حطين لم يذكر مِنْهَا شَيْئا هُنَا بل ذكر بَعْضهَا عِنْد ذكر فتح نابلس وَبَعضهَا عِنْد ذكر فتح الْقُدس فنقلت مِنْهَا إِلَى هَذَا الْمَكَان مَا يتَعَلَّق بِهِ وَالْبَاقِي يذكر فِي مَكَانَهُ إِن شَاءَ الله قَالَ
(يَا يَوْم حطين والأبطال عابسة ... وبالمعجاجة وَجه الشَّمْس قد عبسا)
(رَأَيْت فِيهِ عَظِيم الْكفْر محتقرا ... معفرا خَدّه وَالْأنف قد تعسا)
(يَا طهر سيف بَرى رَأس الْبُرْنُس فقد ... أصَاب اعظم من بالشرك قد نجسا)
(وغاص إِذْ طَار ذَاك الرَّأْس فِي دَمه ... كَأَنَّهُ ضفدع فِي المَاء قد غطسا)
(مَا زَالَ يعطس مزكوما بغدرته ... وَالْقَتْل تسميت من بالغدر قد عطسا)
(عرى ظباه من الأغماد مهرقة ... دَمًا من الشّرك رداها بِهِ وكسا)
(من سَيْفه فِي دِمَاء الْقَوْم منغمس ... من كل من لم يزل فِي الْكفْر منغمسا)
(أفناهم قَتلهمْ والأسر فانتكسوا ... وَبَيت كفرهم من خبثهمْ كنسا)
وَقَالَ أَيْضا يُخَاطب صَلَاح الدّين رَحمَه الله
(سحبت على الْأُرْدُن ردنا من القنا ... ردينية ملدا وخطية ملسا)
(حططت على حطين قدر مُلُوكهمْ ... وَلم تبْق من أَجنَاس كفرهم جِنْسا)