(وَنعم مجَال الْخَيل حطين لم تكن ... معاركها للجرد ضرسا وَلَا دهسا)
(غَدَاة أسود الْحَرْب تعتقل القنا ... أساود تبغي من نحور العدى نهسا)
(أتواشكس الْأَخْلَاق خشنا فلينت ... حُدُود الرقَاق الخشن أخلاقها الشكسا)
(طردتهم فِي الْمُلْتَقى وعكستهم ... مجيدا بِحكم الْعَزْم طردك والعكسا)
(فَكيف مكست الْمُشْركين رؤوسهم ... ودأبك فِي الْإِحْسَان أَن تطلق المكسا)
(كسرتهم إِذْ صَحَّ عزمك فيهم ... ونكستهم إِذْ صَار سهمهم نكسا)
(بواقعة رجت بهَا الأَرْض تَحْتهم ... دمارا كَمَا بست جبالهم بسا)
(بطُون ذئاب الأَرْض صَارَت قُبُورهم ... وَلم ترض أَرض أَن تكون لَهُم رمسا)
(وطارت على نَار المواضي فراشهم ... ضلالا فزادت من خمودهم قبسا)
(وَقد خَشَعت أصوات أبطالها فَمَا ... يعي السّمع إِلَّا من صليل الظبى همسا)
(تقاد بَدَأَ مَاء الدِّمَاء مُلُوكهمْ ... أُسَارَى كسفن اليم نطت بهَا القلسا)
(سَبَايَا بِلَاد الله مَمْلُوءَة بهَا ... وَقد شريت بخسا وَقد عرضت نخسا)
(يُطَاف بهَا الْأَسْوَاق لَا رَاغِب لَهَا ... لكثرتها كم كَثْرَة توجب الوكسا)