السَّيْف ثمَّ أَخذه الله بعد أَيَّام بِيَدِهِ وأهلكه لموعده وَكَانَ لعدتهم فَذَلِك وانتقل من ملك الْمَوْت إِلَى مَالك وَبعد الكسرة مر الْخَادِم على الْبِلَاد فطواها بِمَا نشر عَلَيْهَا من الرَّايَة السَّوْدَاء صبغا الْبَيْضَاء صنعا الخافقة هِيَ وَقُلُوب أعدائها الْعَالِيَة هِيَ وعزائم أوليائها
فصل
قَالَ الْعِمَاد وَمن قصائدي الَّتِي هنأت بهَا السُّلْطَان بِفَتْح الْقُدس وَهُوَ مخيم عَلَيْهِ
(أطيب بِأَنْفَاسِ تطيب لكم نفسا ... وتعتاض من ذكراكم وحشتي أنسا)
(وأسأل عَنْكُم عافيات دوارس ... غَدَتْ بِلِسَان الْحَال ناطقة خرسا)
(معاهدكم مَا بالها كعهودكم ... وَقد كررت من درس آثارها درسا)
(وَقد كَانَ فِي حدسي لكم كل طَارق ... وَمَا جئْتُمْ من هجركم خَالف الحدسا)
(أرى حدثان الدَّهْر ينسى حَدِيثه ... وَأما حَدِيث الْغدر مِنْكُم فَلَا ينسى)
(تَزُول الْجبَال الراسيات وثابت ... رسيس غرام فِي فُؤَادِي لكم أرسى)
(حسبت حَبِيبِي قاسي الْقلب وَحده ... وقلب الَّذِي يهوى بِحمْل الْهوى أقسى)
(أما لكم يَا مالكي الرّقّ رقة ... يطيب بهَا مملوككم مِنْكُم نفسا)
(وَإِن سروري كنت أسمع حسه ... فمذ سرت عَنْكُم مَا سَمِعت لَهُ حسا)